Dr. Fakher Khalili

 

 

د. فاخر الخليلي

كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية

قسم علم النفس

 

تمكنت خلال المرحلة السابقة وبسبب انتشار جائحة كورونا من تطويع معرفتي التكنولوجية المتواضعة في إطار التعليم والتعلّم الإليكتروني والتي بدأت تنمو وتزدهر شيئاً فشيئاً، إذ كنت سابقاً وقبل التحوّل الى التعليم الإليكتروني أعتمد اسلوب المحاضرة والإلقاء أكثر من توجيه الطلبة نحو التعلّم الذاتي، فكنت أعتبر نفسي محور العملية التعليمية وليس الطالب، لذا ما كنت أمارسه في بداية هذه الجائحة هو تعليم إليكتروني أكثر من كونه تعلّم إليكتروني، فشعرت أن هذا سيؤدي بالضرورة الى سأم وملل الطلبة وعدم اندماجهم في خبرات التعلّم الاصيلة، وبالتالي كان لزاماً علي أن التحق بأي دورة تعقدها الجامعة في مجال التعلّم الإليكتروني، وفعلاً تلقيت ثلاث دورات تدريبية أفادتني الى مدى بعيد وطورّت من ممارساتي التدريسية.

وتوجهت بعدها الى التركيز على المتعلّم من خلال فتح المجال للنقاش أثناء المحاضرة، وطرح الأسئلة السابرة، واتباع المنهج السقراطي في التساؤل، وتقسيم مجموعات عبر خيار Breakout rooms المتاح في أداة Zoom، واستخدام أسلوب المناظرة بين الطلبة، واستخدام الأداتين الإليكترونيتين (scrumblr.ca) و(www.scrumdesk.com/productdesk) فعبرهما تمكنت من استخدام اسلوب العصف الذهني للطلبة على نحوٍ فعّال، إذ تمكّن جميع أو معظم الطلبة من المشاركة بمصلقاتهم الاليكترونية على جدار هاتين الأداتين كأنهما لوحين صفيين، بالإضافة الى أداة (Polls) في برنامج Zoom، وقمت بتكليف الطلبة لإنجاز مهام تعليمية إليكترونية قائمة على إعادة انتاج المعرفة وليس تناقلها فقط، بالإضافة الى توجيه الطلبة نحو استخدام العروض التقديمية، وبناء قائمة معايير بجودة الأداء الذي يقدمه الطالب، وذلك كي أنمي روح الاستقلالية والاعتماد على الذات للتوصل للمعارف والمهارات لدى الطلبة، وحاولت الاستفادة الى درجة كبيرة من الأدوات التكنولوجية المتاحة كالفيديوهات التعليمة القصيرة المنشورة في يوتيوب.

كما اصبحت أركز على تطوير التفكير التأملي لدى الطلبة، وتزويدهم بمصادر متعددة وابداء وجهات نظرهم النقدية والتحليلية حول ما يتعلمونه او ما يطلعون عليه، كما تعلمت بسبب الأزمة الراهنة أن أساليب التقييم يجب أن تبنى بطريقة ذكية تدفع الطالب الى الدراسة ومراجعة دروسه، وان لا يعتمد على النقل أو الغش من زملائه؛ لذا لجأت الى التقويم البديل أو الأصيل الذي يبتعد عن الامتحانات النمطية أو التقليدية، فعلى سبيل المثال؛ وفي مساق حلقة بحث في رسائل الماجستير كان لزاماً على الطلبة بناء مقترحاتهم البحثية مستوفية جميع عناصر البحث العلمي وتقديمه أمام زملائهم واستخدام أساليب التقييم الذاتي وتقييم الأقران، والإطلاع على أوراق بحثية وتقديم وجهات نظرهم النقدية والتحليلية، بالإضافة الى التغذية الراجعة والنقاشات على منتدى المساق وأثناء عرض المادة التعليمية.

كما أنني أصبحت اخطط للمحاضرة، واضع في الحسبان ضرورة شد انتباه الطلبة خلال كامل اللقاء المتزامن، وأصبحت أكثر وعياً بضرورة تقسيم الوقت خلال المحاضرة بشرط عدم الإخلال بمحتوى المادة التعليمية.