عقد مركز التعلم الالكتروني في جامعة النجاح الوطنية يوم الثلاثاء الموافق 14/4/2015 منتدى حواري حول السياسات الوطنية للتعلم الالكتروني وذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعتماد والجودة وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ومؤسسة الأمديست  من خلال مشروع تطوير الكوادر التعليمية في الجامعات (PFDP) .

 

وهدف المنتدى لمناقشة ورقة السياسات الدولية للتعلم الإلكتروني في فلسطين  والتي تم تطويرها لوضع سياسة مستقبلية للتعلم الإلكتروني توافقا مع التسارع في التطور التكنولوجي وتأثير ذلك على برامج التعليم العالي.

 

وحضر المنتدى الأستاذ الدكتور محمد السبوع، رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم باعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، والدكتورة سائدة عفونة، مديرة مركز التعلم الالكتروني في الجامعة، والعديد من رؤساء الجامعات الفلسطينية ونواب رؤرساء الجامعات، ومدراء مراكز التعلم الالكتروني في الجامعات الفلسطينية، وعدد من نواب رئيس جامعة النجاح الوطنية ومساعديه ومدراء الدوائر الادارية والمهتمين بهذا النوع من التعليم في الوطن.

 

 

وفي بداية المنتدى رحبت الدكتورة عفونة بالحضور وقدمت لمحة عن مركز التعلم الالكتروني في جامعة النجاح الوطنية وقدمت العديد من الاحصائيات حول واقع التعلم الالكتروني في فلسطين.

ثم القى الأستاذ الدكتور النتشة كلمة رحب بها برؤساء وممثلي الجامعات الفلسطينية المشاركة في هذا المنتدى، وشكر الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة على جهودها في التواصل مع الجامعات الفلسطينية، وأشار إلى الدور الكبير الذي تبذله الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة في تحسين وتطوير آليات الاعتماد ومعايير جودة البرامج بما يتلاءم والتطور العالمي بشكل عام والتكنولوجي بشكل خاص.

 

 

وأضاف د. النتشة أن ما يحدث في العالم من ثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أثرت بشكل مباشر على مؤسسات التعليم العالي ، فقد أصبح المتعلمون يمتلكون مهارات مختلفة ويتطلعون إلى تعلم بطرق حديثة سريعة مختلفة تتلاءم مع طرق تعلمهم وآليات تواصلهم.  فعلى المستوى العالمي تشير إحصائيات حديثة  أن 66% من رؤساء الجامعات الأمريكية يعتبرون  التعلم الالكتروني  ضرورة لتطوير التعليم العالي، وأن 73% من الجامعات يوظفون التكنولوجيا بطريقة أو بأخرى في التعلم . أما على المستوى الوطني  فهنالك  محاولات عديدة ومبادرات  لتوظيف التكنولوجيا في التعلم ولكن دون مأسسة لذلك، تتفاوت من جامعة لأخرى ومن برنامج لآخر حسب القناعات والاهتمامات وتوفر الكوادر المدربة وجاهزية البنية التحتية.  وقد قرر مجلس التعليم العالي إيلاء هذا الموضوع اهتماما واضحا، وتشكيل لجنة لبحث سياسات التعلم الالكتروني على مستوى الوطن.

 

 

واشار النتشة الى ان التوجه في جامعة  النجاح  ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة للتركيز على التعلم المتمركز حول المتعلمين واعتبار التكنولوجيا الأداة الأهم لتفعيل ذلك وزيادة مشاركتهم والتركيز على التعلم النشط وقد مر ذلك بعدة مراحل انتقلت من المبادرات الفردية لمجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية في توظيف التكنولوجيا في التعلم ، إلى المشاريع الممولة ومن ثم إلى تشكيل مشروع المحاضرات المصورة، وتطوير  وعاء المساقات، و تأسيس مركز التعلم الالكتروني ومركز التميز في التعليم والتعلم. ومن ثم تطوير أول مساق الكتروني مجاني مفتوح( مووك) في فلسطين بعنوان اكتشف فلسطين.

 

  

وتابع وحاليا فإن أكثر من  50% من أعضاء الهيئة التدريسية تم تدريبهم على التعلم الالكتروني. وقد تم تطوير 575مساق الكتروني منها 228 مساق مدمج و 347 مساق مساند. وقد بادرت الجامعة لفتح 80 مساقاً الكترونياً للمشاركين من خارج الجامعة بعد اعتمادهم ضمن معايير جودة عالية كمبادرة أولى من نوعها لتعزيز مفهوم التعلم الممفتوح وتوفير المصادر التعليمية في أي زمان للمتعلمين وأينما تواجدوا. وقد وصل عدد المشاركين في تصميم المساقات الالكترونية 323 أستاذ عبر موودل و165 مساق مصور. ويشارك حوالي 20000 طالب وطالبة بالنشاطات الالكترونية المختلفة. كما تم حوسبة العديد من الامتحانات مثل مساقات اللغة الانجليزية .

 


 

وبين الدكتور النتشة أنه حرصا من إدارة الجامعة على التمييز بين المبادرين في التعلم الالكتروني وتشجيعهم تم  تطوير نظام حوافز ما بين مكافآت مالية و احتساب نقاط للترقية لكل من يصمم مساقاً الكترونياً ويطبقه على طلبته، بالاضافة إلى تخفيض عدد ساعات اللقاءات الوجاهية للمساقات المصممة والمقيمة من 3 ساعات وجاهية الى ساعتين مع إبقاء وزن المساق كما هو. وبادرت الجامعة إلى عقد حفل سنوي لتكريم المبادرين في التعلم الالكتروني. كما تم التركيز على دعم الأبحاث المرتبطة بتحسين ممارسات التعلم الالكتروني وأثرها على الطلبة.

 

واوضح ان الجامعة أخذت على عاتقها التعلم الالكتروني دون وجود مرجعية وطنية توضح الاطار العام للعمل أو آليات الاعتماد والجودة وهذا حال الكثير من الجامعات ، لذا فإن مبادرة هيئة الاعتماد والجودة وبتمويل من برنامج تطوير أعضاء الهيئة التدريسية -الأميديست PFDP مشكورين لوضع سياسة وطنية للتعلم الالكتروني جاءت في وقتها،ويأتي هذا اللقاء ضمن هذا السياق حيث كلفت الزميلة د. سائدة عفونة بعمل مقترح للسياسة.

 

 

أما الدكتور السبوع فقدم الشكر لجامعة النجاح الوطنية على استضافة هذا المنتدى، واشار الى الحاجة الى مواكبة تطورات العصر دفعنا للعمل معا وسويا من أجل التفكير بآليات لتوفير التعلم الالكتروني في مؤسسات التعليم العالي لدينا.

 

وأضاف ان هذا المنتدى هام جدا لمناقشة حقيقة وواقعية التعلم الالكتروني التي تمارسها دول عظمى وجامعات عريقة على مستوى العالم.

 

 

وتناول السبوع الاحتياجات التي من خلالها ننطلق في مؤسساتنا الفلسطينية للتوجه نحو هذا النوع من التعليم الحديث.

 

أما الدكتورة عفونة فقدمت مقترحا للسياسة الوطنية للتعلم الالكتروني، وقدمت من خلال عرضها امام رؤساء الجامعات العديد من الحقائق والارقام والاحصائيات التي تتعلق بالتعليم الالكتروني في الجامعات الفلسطينية.

 

 

ووجهت عفونة العديد من التساؤلات حول حقيقة التعلم الالكتروني هل هو موضة ام حاجة وكذلك تساءلت عن مبررات تطوير سياسة وطنية للتعلم الالكتروني، ونمط التعلم الالكتروني المطلوب، وتحدثت عن الحد الذي من خلاله يتم التعرف على المستوى الذي من خلاله يتم معرفة مدى تطبيق هذا النوع من التعليم، وكذلك تحدثت عن المعوقات التي تواجه تقدم هذا النوع من التعليم في المؤسسات الفلسطينية.

 

 

بعد ذلك فتح باب النقاش بين رؤشاء وممثلي الجامعات الفلسطينية المشاركة وقدمت العديد من الجامعات تجربتها في تطبيق التعليم الالكتروني على مساقتها التعليمية.

 

وطالب المشاركون بضرورة تشكيل لجنة وطنية يتم من خلالها النظر بسياسات التعلم الالكتروني على مستوى الوطن.

 

 


عدد القراءات: 9