تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله أطلق مركز التعلّم الإلكتروني في جامعة النجاح الوطنية اعمال المؤتمر الدولي الثاني للتعلم والتعليم في العالم الرقمي بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الإعتبارية من مختلف طبقات المجتمع وفئاته ومختصين ومهتمين دوليين فضلاً عن حشد من أعضاء الهيئة التدريسية للجامعة وطلبتها من مختلف التخصصات واعضاء هيئات تدريسية وطلبة من مختلف الجامعات الفلسطينية، حيث أقيم حفل الإفتتاح في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد.

 

 

تحدّث في افتتاح المؤتمر الدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي ممثلا عن رئيس الوزراء، والأستاذ الدكتور علام موسى، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، والسيد بشار المصري، رئيس مجلس إدارة شركة مسار العالمية، والسيد غسان جبر، نائب المدير العام للبنك الإسلامي العربي الراعي الرئيسي للمؤتمر، والدكتورة سائدة عفونة، مديرة مركز التعلّم الإلكتروني في جامعة النجاح، والأستاذ الدكتور جون نايت، المتحدّث الرئيسي للمؤتمر.

 

 

ويأتي هذا المؤتمر برعاية من البنك الإسلامي العربي، ومؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية، وروابي، وعمرا لتقنية المعلومات، ومعهد الأمديست، ومؤسسة ( (GLOBAL، ومؤسسة (ETS).

وافتتحت الدكتور عفونة المؤتمر بكلمة تحدّثت فيها عن أهم التطورات التكنولوجيا حول العالم لهذا العام، مشيرةً إلى أن العالم اليوم يعيش بعالمين مختلفين أحدهما افتراضي والآخر حقيقي ولكل متطلباته وتحدياته و في هذا العام تسلط معظم مؤسسات التعليم في فلسطين والوطن العربي والعالم الضوء على التعلم الذكي حيث أن هنالك العشرات من المنتديات والمؤتمرات المختصة بهذا الموضوع، مؤكدة أن هذا المؤتمر يشكل فرصة  تفاعل حواري ينظم بالتعاون والتشارك ما بين القطاع الخاص والعام.

 

 

كما أضافت الدكتورة عفونة أن هذا المؤتمر يقدّم العديد من الأوراق ما بين أوراق تشريفية لضيوف منصة الشرف تضعنا في آخر السياسات الوطنية والالتزامات الوزارية حول التعلم الذكي ، ومن ثم الإنتقال إلى أحدث المستجدات الدولية في مجال توظيف التكنولوجيا في التعليم من خلال ضيوفنا من جامعات ومؤسسات عريقة في مجال التعلم الذكي قطعوا شوطاً طويلاً في هذا المجال، مؤكدةً أن المؤتمر حمل شعار (تفكّر قبل أن تبدأ) ليركز على أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين إذا أُحسن استخدامها ستعمل على تطوير التعليم، وإذا استخدمت بشكل خاطئ ستضرب بذلك منظومة المجتمع الأخلاقي، مشيرةً إلى ان مهمة الإعداد للمؤتمر تطلبت بذل الكثير من الجهود شاكرةً كل من ساهم بنجاح المؤتمر ورعايته.

 

 

وبدوره أكد الأستاذ الدكتور النتشة، أن التعليم الرقمي بات تحدياً حضارياً  يفرض على جامعة النجاح مواجهة هذا التحدي بوضع الخطط التطويرية، والبرامج التعليمية التي تسمح بالإنتقال من التعليم التقليدي، إلى التعليم الحديث القائم على التفاعل الايجابي مع وسائل التعليم المتطور، مشيراً إلى أن هذا ما تسعى إليه جامعة النجاح والتي تعمل على تطوير برامجها التعليمية للوصول بحلول عام 2020 إلى جامعة ذكية في كل برامجها وأنشتطها.

كما أضاف الاستاذ الدكتور النتشة أن الجامعة اعتمدت  في ذلك نظام التعليم الالكتروني لزيادة التفاعل في عملية التعليم والتعلم، حيث تم في هذا المجال تطوير 300 مساق إلكتروني، وتم تصميم أكثر من 250 مساقاً الكترونياً، معلناً من خلال المؤتمر إطلاق الجامعة  للمساق الإلكتروني الثاني المفتوح بعنوان (الوراثة والمجتمع)، ليكون بوابة الجامعة في توعية أفراد المجتمع، وتبصيرهم بالأمراض الوراثية المنقولة، وآلية الوقاية منها، وكيفية التعامل معها، علماً أنها كانت قد أطلقت في وقتٍ سابق مساقها الإلكتروني المفتوح الأول بعنون (إكتشف فلسطين).

 

 

وأعرب الأستاذ الدكتور موسى عن سعادته بالتواجد في المؤتمر الذي يحمل عنواناً ملهماً ومهماً حيث يجمع بين مصطلحين في غاية الأهمية وهما التعلم وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً أن التعليم هو الوسيلة الأكفأ في نقل المعارف وصقل المهارات من جيل إلى جيل حتى لو اختلفت أدواته باختلاف الأزمان، مشيراً إلى أن الدول التي حققت نقل نوعية في تقدمها هي تلك التي ركّزت على قطاع التعليم ومن هذا المنطلق فإن وزارة الإتصالات تسعى بشكل مستمر لتعزيز شراكاتها مع كافة قطاعات المجتمع المحلي ومنها مؤسسات التعليم، كما تتبنى الوزارة سياسة التعلم الإلكتروني من خلال توقيع العديد من الإتفاقيات المحلية والدولية خصوصاً في مجال التعلّم الذكي.

 

 

وبدوره أوضح السيد جبر أن رعاية البنك الإسلامي العربي للمؤتمر تأتي إنطلاقاً من مسؤوليته المجتمعية تجاه مجتمعه الفلسطيني، مؤكداً أن البنك وضع على عاتقه مسؤولية التعليم والصحة ومحاربة الفقر لما تشكله هذ المحاور من أهمية في المجتمع ، حيث تم ذلك من خلال العديد من المشاريع التي يقدّمها البنك الإسلامي العربي للمجتمع ومن أهمها علاقة التعاون التي تربطه مع جامعة النجاح والتي يقدم من خلالها دعمه للعديد من طلبة الجامعة المحتاجين بشكل مباشر أو غير مباشر فضلاً عن رعاية البنك العديد من المؤتمرات العلمية ومنها هذا المؤتمر.

 

 

وفي كلمته أكد السيد المصري أن هذا المؤتمر موجه للطاقات الفلسطينية الشبابية حيث أن 70% من الشعب الفلسطيني من فئة الشباب، مشيراً إلى أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تنمية طاقات الشباب وقدراتهم والتي تشكل أهم مورد لبناء دولة قوية على كافة الأصعدة، كما أضاف السيد المصري أن مدينة روابي تركز على الطاقات الشبابية من خلال خلقها لآلاف فرص العمل للشباب الفلسطيني وسيتم توفير فرص عمل أكثر للشباب مع استمرار عمليية التشييد للمدينة، موضحاً أنه سيتم في غضون أشهر قليلة إفتتاح المركز التجاري الرئيسي للمدينة والذي تم التركيز في بنيته التحتية على الجانب الإلكتروني، داعياً القطاع التعليمي في فلسطين للتعاون مع القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب وتطوير الإقتصاد الفلسطيني.

 

 

أما الدكتور صيدم فقد شكر في كلمته جامعة النجاح على هذه الفعالية، ناقلاً تحيات دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، ومشيراً إلى التطور الهائل الذي وصل إليه الجانب التكنولوجي في العالم، كما قال الدكتور صيدم "آن الاوان وفي ظل حجم الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني أن يضع مساحة من الأمل وأن يؤمن بأبنائه وشبابه حتى تصبح التجربة الفلسطينية نموذج يُحتذى به، لقد شهد هذه المسرح العديد من المؤتمرات العلمية المميزة"، مشيراً إلى التطور الكبير الذي وصل إليه التعليم في فلسطين بتخريج المعلمة الأولى على العالم والمدرسة الأولى على مستوى الوطن العربي، مقدّماً شكره لجامعة النجاح ولكل من رعى وساهم في إطلاق هذا المؤتمر.

كما تضمن الإفتتاح عرض تقديمي للمتحدث الرئيسي للمؤتمر الأستاذ الدكتور جون نايت حمل عنوان (التعلم الذكي: الأصل، الإنطلاق والمستقبل).

 

 

وسيستمر المؤتمر على مدار يومين حيث تقام كافة جلساته في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز، حيث تتناول الجلسة الأولى عدّة محاور منها: تحليل المعلومات كأداة للتعلم الذكي، ومخاطر وآثار الاجهزة الذكية وشبكات التواصل الإجتماعي على الخصوصية والتوعية الأمنية، تتبعها ورشة العمل الأولى بعنوان (تكنولوجيا البيئة الحسية التفاعلية).

أما الجلسة الثانية فستتناول عدّة محاور من أهمها: كيف يمكن للتعلم الذكي تسخير قوة التكنولوجيا لقيادة نماذج تعليمية جديدة، قيادة التغيير في التعلم والتعليم العالي الإلكتروني، الخدمات المصرفية الإلكترونية، وتاثير النظم الآلية في المساقات القائمة على البرمجة.

يليها ورشة العمل الثانية بعنوان (برنامج البرمجة في فلسطين)، وورشة العمل الثالثة بعنوان (التكامل بين العلوم والرياضيات والهندسة وتكنولوجيا المعلومات بمشاركة طلبة مدارس بكالوريا الرواد).

 

 

أما اليوم الثاني للمؤتمر فسستناول جلسته الأولى العديد من المحاور الهامة مثل: درجة توافر متطلبات التعلم الذكي بمؤسسات التعليم العالي التابعة لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، ودرجة توظيف استراتيجيات التعلم الذكي في مدارس التعليم العام الحكومية، وتوظيف تقنيات التعليم الإلكتروني في التعليم واتجاهات المعلمين نحوه.

وسيلي الجلسة ورشة العمل الأولى بمشاركة الطلبة حول الإختبارات والمسابقات المحوسبة المباشرة عن طريق الهواتف التفاعلية (الذكية) وأجهزة الآيباد والأبلتات التعليمية.

أما الجلسة الثانية لليوم الثاني فستتطرق إلى العديد من القضايا والمواضيع مثل: تأثيرات التعلم المقلوب على تحفيز طلاب المرحلة الثانوية نحو تعلم الفيزياء، والعوامل المؤثرة على تبني الخدمة المصرفية عبر الهاتف المحمول في فلسطين، ونحو المدن الذكية الفلسطينية دراسة حالة: مدينة نابلس وجامعة النجاح الوطنية الحرم الجامعي.

ويأتي بعدها ورشة العمل الثانية بمشاركة الطلبة حول إدمان الإنترنت وعلاقته بالكفاءة الذاتية المدركة لدى طلبة جامعة النجاح الوطنية، سيليها اختتام المؤتمر والخروج بتوصياته.

 

 


عدد القراءات: 68