د. فريد أبو ضهير

 

 

د. فريد أبوضهير

كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية

قسم الصحافة المكتوبة والالكترونية

 

مقدمة

لم تكن لدي فكرة عن التعلم الالكتروني عندما شاركت للمرة الأولى في ورشة عمل للدكتور علي زهدي، سوى ان التعلم الالكتروني عبارة عن تصوير محاضرات بالفيديو، ثم وضعها على صفحة الجامعة. ولم يخطر ببالي أن هناك أساليب يمكن من خلالها التواصل مع الطلبة الكترونيا، وتنظيم عملية التعليم على الإنترنيت، إلا بعد أن شاركت في الدورة التي امتدت لأكثر من اسبوع قبل حوالي ثلاث سنوات.

هذه الدورة كانت لها أهمية مميزة من حيث أنه وضعت حجر الأساس بالنسبة لفهم التعلم الالكتروني، واستخدامه بشكل فعال وناجح، وإن كانت الصورة ضبابية بالنسبة لي، لأنها مثل عالما جديدا لي، ومجالا لم أتوقع دخوله.

 

البدايات

كانت البداية تتمثل في استخدام موقع moodle لتنزيل بعض المواد للطلبة، فضلا عن خطة المساق، وكذلك إعلانات وتوجيهات. ولكن هذا الأمر لم يكن منظما، وكان لا بد من وضوح العملية بشكل أفضل. بعد ذلك شاركت بعدة ورشات عمل مع مركز التعلم الالكتروني، حصلت بعدها على توجيهات لاستخدام أفضل للبرنامج، واتضحت الصورة بالنسبة لي أكثر، بحيث تمكنت من ترتيب المساقات بشكل مقبول، ورتبت التواصل مع الطلبة وتكليفهم باستخدام البرنامج للمساقات بشكل أكثر فاعلية.

 

التحديات

التحديات التي واجهتني في استخدام برنامج التعلم الالكتروني كانت كثيرة، وما زالت تواجهني مع الطلبة الجدد تحديدا. ومنها المشاكل التي تحدث مع الطالب، والحيرة التي يقع فيها عندما يستخدم البرنامج لأول مرة، فضلا عن عدم قبول الطلبة للتغير في أسلوب التدريس والواجبات وإجراء الامتحانات. وقد بذل فريق مركز التعلم الالكتروني جهدا هائلا لمساعدتي للتغلب على التحديات بكل أشكالها.

وبالطبع، فإن تصميم المساق على البرنامج أيضا يحتاج إلى وقت وعمل متواصل، ومشاركات الطلبة تحتاج الى متابعة، وبالطبع إلى وقت. وكل هذا يمثل تحديات كبيرة، لكنها تتحول إلى فوائد عندما ينتهي العمل من تصميم المساق، ويتكرر استخدامها في الفصول اللاحقة.

إن تعود الطلبة على استخدام الورق، وعلى الامتحانات الكتابية، والتواصل الوجاهي مع المدرس، مثل تحديا في البداية للطلبة. ولكن مع الأيام، أصبح التواصل مع الطلبة من خلال برنامج التعلم الالكتروني ميسرا، وليس فيه أي مشكلة.

 

الإيجابيات والسلبيات

لا أظن أن للتعليم الالكتروني سلبيات، وبخاصة أنه ليس بديلا عن المحاضرة، وليس بديلا عن النقاش في سياق الأنشطة المنهجية. وبرأيي أن السلبيات يمكن التغلب عليها مع الوقت، وتحتاج فقط إلى صبر ومتابعة وتواصل مع الطلبة.

ولكن الإيجابيات في المقابل لا حصر لها، فهي تتيح المجال للتواصل مع الطلبة على مدار الساعة، وبالتالي تجعل الطالب مرتبطا بالمادة العلمية في المحاضرة وخارج المحاضرة، وفي الجامعة، وفي البيت، وهكذا. والأمر الثاني هو أن التعلم الالكتروني يعطي الطالب فرصة لكي يستغل ميوله المتمثلة في استخدام الحاسوب والانترنيت بشكل إيجابي وعلمي، وليس فقط في مجال الترفيه والعلاقات الاجتماعية. وأخيرا، فإن التعلم الالكتروني يواكب التطورات الهائلة الجارية في العالم في مجال دخول الحاسوب والانترنتي في مختلف جوانب الحياة، الأمر الذي يعني التقدم إلى مسيرة التطور والحضارة التي تجري بسرعة مذهلة في العالم.