د.سهيل صالحة

 

 

د.سهيل صالحة

كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين

قسم أساليب التدريس

 

يخاف الإنسان بطبعه من الجديد، ويخشى المساس به، ولعلّ الرغبة خوض غمار التعلم الالكتروني تخدش رهبة التقليد، لذا فقد كانت البداية في 2013 في تصميم مساق الكتروني هو الرياضيات وأساليب تدريسها (1) وتدريسه بعد تقييمه، تعلمت من خلال كيفية إعداد الأنشطة والمهمات الكترونيا، وإعداد المحتوى الرقمي، والتفاعل عبر المنتديات، وبناء الاختبارات الالكترونية، وبعد ذلك عملت برفقة أسرة مركز التعلم الالكتروني في التدريب على تصميم التعليم، والتقويم البديل، وملف الإنجاز الالكتروني، وشاركت في غالبية الورشات التي عقدها مركز التعلم الالكتروني لأجل النمو المهني وتعلم استراتيجيات ومهارات في التدريس الكترونيا، وبعدها صممت مساقاتي الكترونيا لأغراض متعددة منها التدريس كهدف أساسي أو الاحتفاظ بالمحتوى الدراسي في مكان آمن ومتاح أو التحديث المستمر للمادة العلمية من إضافة أو تعديل، ومع ظروف الجائحة وشمولية التعلم الالكتروني فقد تولدت مساحة كبيرة لتعلم مهارات جديدة منها استخدام منصات زوم وغيرها، ومهارات متقدمة في توظيف مودل، والأمن والأمان في التعلم الالكتروني، والتدريس الكترونيا وأخلاقياته، مع الاستمرار في العمل كمدرب في تصميم التعليم.

وكتأمل في تجربتي في التعلم الالكتروني، فقد امتلكت معارف ومهارات مكنتني من مجاراة التقنية الحديثة في التعلم، وتطوير استراتيجيات التدريس والدمج بينها مثل التعلم المقلوب والعروض التقديمية ودراسة الحالة، والتعلم من الآخرين بالعمل معهم، والاقتراب أكثر وأكثر من طلبتي، والتعلم معهم ومنهم، والاستعداد لكل لقاء بقوة أكبر والحرص على تفهم ما يحدث خلف الشاشة والجاهزية لمعالجة مواقف طارئة.

وكمصمم تعليمي فقد منحني التعلم الالكتروني فرصا لقراءة الكثير من المصادر والمراجع والدراسات والأبحاث، والاطلاع على عدد لا بأس به من أفلام الفيديو القصيرة، وتحديد المناسب منها للمساقات، والبحث عن استراتيجيات تناسب التعلم الالكتروني، وكذلك تنويع طرق التقويم وأساليبه، والاستجابة لحاجات الطلبة وأنماط تعلمهم.

تعلم الطلبة :

أتاح التعلم الالكتروني للطلبة مسارات يستطيع كل منهم السير فيها وفق اهتماماته وتجريب نوع جديد من الدراسة، فبعد الاعتماد على مصدر رئيس للمعرفة وهو مدرس المساق، فقد تنوعت المصادر وأصبحت قواعد البيانات والدراسات مورداً يبشر بالتحول للتعلم المتمركز حول المتعلم، وانتهت فكرة الكتاب وتوثينه على أنه مستودع المعلومات ومخزن الحقائق.

ومع تغير أساليب التقويم من مهمات ودراسة حالة وإعداد التقارير وتقديم العروض ومناقشتها، فقد توجه الطلبة نحو القراءة من مصادر التعلم المفتوحة واختيار النص أو النصوص المناسبة، وإعداد مواد تعليمية بأدوات بسيطة.

وحقق التعلم الالكتروني التفاعل والحوار والمناقشة من خلال المنتديات في مودل أو المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء الأفكار بعضها على بعض وكتابة الرأي بحرية، مما وسّع القاعدة المعرفية، وعمّق الفهم، ومنح مشاركة واسعة لكثير من الطلبة الذين منعهم الخجل من المشاركة والانخراط فيها في التعلم الوجاهي.

وفي مساق حلقة البحث في رسائل الماجستير، فقد كانت أولى ثمار التعلم الالكتروني هي تعلم البحث في قواعد البيانات الالكترونية المتوفرة في زاجل، وعمل مهمة عن القراءة الناقدة لمفهوم أو مصطلح علمي يرغب الطالب أن تتضمنه دراسته أو مخططه، ثم القراءة المستفيضة لعدد من الدراسات والبحوث التي تتعلق بموضوعه ويعبر عنها بمهمة من خلال مودل، وتقدم له التغذية الراجعة، ليتعلم منها ويراعيها في المهمات القادمة، ومع التطور في الأسلوب والمحتوى، يُنجز الطالب مخططاً علميا بلا ورق أو قلم، ويتمكن منه لعرضه ومناقشته.