د.سامح منى

 

 

الدكتور سامح منى

كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات

قسم الهندسة المعمارية

 

تعود تجربتي الشخصية في التعلم الالكتروني الى العام 2011 مع بداية العمل في مركز التعلم الالكتروني في الجامعة حيث قمت بتصميم و تدريس 3 مساقات حصل اثنين منها على الاعتماد كمساقات الكترونية تستوفي شروط المساق الالكتروني المحددة من المركز. كان المساق الاول الذي تم تصميمه Illumination Aided Computer Design و كتجربة اولى، فقد واجهتني بعض الصعاب مع البرنامج ومع ممانعة الطلبة التعامل مع هذه الوسيلة الجديدة. ولكن بعد أول أسبوعين بدات الامور تتغير و بدأنا بالتعرف على مزايا التعلم الإلكتروني, فعلى خلاف نظم التعليم التقليدية التي تؤكد على المحتوى وتقديم المادة الدراسية، فإن التعلم الالكتروني يركز على التعلم النشط، وتحفيز المهارات و التفاعل مع محتوى المساق عن طريق المساهمة من الطلاب في العملية التعليمية والتعاون فيما بينهم. في هذه المرحلة تم استخدام وصلات إلكترونية ذات مغزى، على سبيل المثال تحميل الملفات ، و الروابط للمواقع الإلكترونية، والفيديوهات و المحاضرات المصورة.

بعد اكتساب المهارات المطلوبة للتعلم الالكتروني كانت التجربة في المساقات التالية تتسم بالمتعة في العمل و الاقبال من الطلبة، و مع سماح الجامعة بان يكون ثلث المحاضرات عن بعد من خلال الدمج بين التعليم الوجاهي و التعليم عن بعد، الأمر الذي جعل حياة الطلبة اليومية أكثر سهولة. في هذه المرحلة تعززت حرية الوصول إلى المواد التعليمية، و تحسنت هيكلية ومشاركة الطلبة مع توفير الوقت للمستخدمين من خلال توفير الوصول السلس الى المساقات التدريسية مباشرة من داخل بيئة الموودل.

مع التطور المستمر في الثورة التكنولوجية التي لا يخفى أثرها على طلبتنا في المدارس و الجامعات و قضائهم لأوقات طويلة على الشبكة العنكبوتية و مواقعها المختلفة، بدانا ندرك انه لابد أن يتم توظيف هذه التكنولوجيا في الجامعات حتى يتم مواكبة التطورات وذلك بهدف تحسين وتطوير العملية التعليمية. في هذه المرحلة اتخت قرار بان اصمم جميع مساقاتي الكترونيا )و ان كان المحتوى الالكتروني لبعضها غير كامل و غير مفعل( فكانت تجربيتي اكثر متعة ومميزة من خلال تطوير وتدريس عدة مساقات من خلال موودل. تم في هذه المرحلة إثراء المادة بالصور التوضيحية ومقاطع الفيديو المرتبطة بالموضوع المحدد ضمن التسلسل للمادة، بالإضافة إلى إثراء العملية التعليمية من خلال التواصل المباشر مع الطلبة عبر ميزات التعلم الإلكتروني، حيث يتم وضع الإعلانات وإنشاء المنتديات لمناقشة بعض الأفكار والأسئلة التي يتم طرحها, عمل وظائف بيتية للطلبة على أن يتم استلام الوظيفة والإجابة عليها باستخدام برنامج الموودل، وعمل امتحانات محوسبة. ثم تم إعداد مواد تعليمية و عروض من قبل الطلبة حيث قاموا بعرضها و مناقشتها عبر الفضاء الإلكتروني.

في مطلع العام الحالي (2020 )و مع بدء انتشار جائحة كوفيد 19 ,كان التعليم في الجامعات الفلسطينية و في جامعة النجاح خاصة امام تحدي كبير للانتقال و بشكل مفاجئ الى التعلم الإلكتروني. هنا اعتبر نفسي من المدرسين الذين جنوا ثمار الاستثمار في التعليم الالكتروني. فقد كانت جميع مساقاتي مصممة الكترونيا (بدرجات مختلفة من الجهوزية). كان الانتقال بالنسبة لي من التعلم الوجاهي او المدمج الى التعلم الالكتروني سلسا. فالمواد التعليمية جاهزة و مجربة و الطلبة على علم كاف بالتقنيات اللازمة لاستخدام الموودل. كان هناك بعض العقبات البسيطة في البداية للتواصل في المحاضرة المتزامنة التي سرعان ما تم التغلب عليها باستخدام النسخة المرخصة من برنامج زووم.

على المستوى الشخصي كانت تجربة مثيرة للاهتمام، ومفيدة، من خلالها، لم أتعلم فقط استخدام أساليب جديدة في التعليم والتعلم بل ساعدتني أيضا على تطوير مهاراتي في التعليم عن بعد. بالنسبة للطلبة ساعد التعلم الالكتروني على تطوير مهاراتهم في التعلم الذاتي حيث أن الواجبات والنشاطات الالكترونية تُعطى للطلاب أسبوعياً منتظمة. من هنا يعُطى الطالب وقتاً كافياً  لإنجاز الوظائف حيث يستخدم كل المصادر المتاحة له.

و أخيراً فان نظرتي المستقبلية هو العمل على الاستمرار في التعليم الالكتروني لبعض المساقات حتى بعد انتهاء الجائحة. واعتقد ان هذا ما ستعتمده معظم جامعات العالم و خاصة للمساقات التي من الممكن تدريسها عن بعد.