Dr. Saed Tarapiah

 

 

د. سعد طربية

كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات

قسم هندسة الإتصالات

 

مع الثورة التكنولوجية التي لا يخفى أثرها على الإنسان تقريباً في جميع مجالات الحياة، كان لابد أن يتم توظيف التكنولوجيا في الجامعات العريقة كجامعة النجاح الوطنية التي تواكب التطورات أولاً بأول وذلك بهدف تحسين وتطوير العملية التعليمية، فكانت تجربيتي رائعة ومميزة خلال تطوير وتدريس عدة مساقات باستخدام برنامج موودل الشهير وذلك بعد التنسيق والإستعانة مع طاقم التعلم الالكتروني الذين لم يتوانوا ولو للحظة عن تقديم المساعدة وتسهيل عملية تطوير وإنشاء المساقات المدمجة.

في اللحظة التي بدأت العمل فيها على تطوير المساقات، كان لابد من التفكير عميقاً، كيف يمكن أن أعرض المادة العلمية للمساقات الأكاديمية بحيث تكون أكثر متعة للمدرس والطالب مع الحفاظ أساساً على المحتوى العلمي. وفعلا، تم البدء بإنشاء عرض الشرائح التقديمي ضمن ملفات مختلفة موزعة على عناوين ووحدات وأقسام مختلفة، وإثراء المادة بالصور التوضيحية ومقاطع الفيديو المرتبطة بالموضوع المحدد ضمن التسلسل المضبوط والسلس لمحتوى المادة، بالإضافة إلى إثراء العملية التعليمية من خلال التواصل المباشر مع الطلبة عبر ميزات التعلم الإلكتروني، حيث يتم وضع الإعلانات وإنشاء المنتديات لمناقشة بعض الأفكار والأسئلة التي يتم طرحها. أكثر ما أثار اهتمامي هو المشاركة العالية من قبل الطلبة سواء من خلال طرح مواضيع للنقاش أو الإجابة والإنخراط ضمن بعض النقاشات المطروحة.

ولكي تكتمل فكرة التعليم المدمج واستخدام التكنولوجيا في التعليم، تم عمل وظائف بيتية للطلبة على أن يتم استلام الوظيفة والإجابة عليها باستخدام برنامج الموودل، وبعد أن اصبح الطلبة معتادين على المساق بصفته الإلكترونية، تم عمل امتحانات مدمجة في مختبرات الحاسوب داخل حرم كلية الهندسة، فكانت التجربة ناجحة وممتعة سواء للطالب أو المدرس وأكثر سهولة في شرح المعلومة وإيصالها للطالب بطريقة ممتعة.

مع انتشار أجهزة الموبايل الذكية والحاسبات الشخصية بالإضافة إلى توفر الإنترنت تقريباً في كل مكان سواء داخل الجامعة أو في المنازل، وبناء على تجربتي الشخصية باستخدام التعلم الإلكتروني وتوظيف التكنولوجيا في التعلم وبعد لمس الأثر والفائدة الجمة، كلي أمل أن يتم تدريس أكبر قدر ممكن من المساقات التي من الممكن تحويلها لمساقات مدمجة لما فيها من تحسين العملية الأكاديمية وتطويرها.